يا عَون من لا يُحسنُ التدبيرا
وملاذَ من قاسى الهمومَ كسيرا
داوِ العيونَ الذابلاتِ منَ الجَوى
واجبرْ بفضلِكَ خاطراً مكسُورا
تاقَ الفُؤادُ إلى البلادِ وأهلِها
وهوائها أستافُ منهُ عبيرا
وإلى شوارع حيّنا وظلالهِ
هلْ باتَ عامرُ دربِهِ مهجورا؟!
وإلى صباحاتي التي عُوّدتُ أن
أعطي البلابلَ أُكلَها لتطيرا
وإلى سويعات الضحى ومليحةٍ
سكنتْ بشريانِ الفؤادِ عصورا
وإلى رجالِ الحيّ كمْ أشتاقهم
وكمِ انحنيتُ بهامتيْ تقديرا
وإلى سريري والشبابيكِ التي
منها أطلتُ البحثَ والتصويرا
وإلى عيونِ الماجدات فكم وكم
أهدينَ من بعدِ الغروب عطورا
أشتاقً خبزَ الأمّهاتِ وكلَّ منْ
أضفى على ذاك الزمان سرورا
يا حمصُ ضمّيني بقايا عاشقٍ
أرجعْ بفضلِكِ عاشقاً منصورا